بيـــان
يعتزم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الفترة الممتدة ما بين 29 و30 أكتوبر 2008 تنظيم ندوة بمدينة العيون / الصحراء الغربية، يدعي من خلالها أنه سيناقش فيها وضعية حقوق الإنسان بحضور نوعي لمجموعة من الأطر والفعاليات المغربية جاءت فقط للترويج الإعلامي وإعطاء صورة مغايرة لحقيقة الانتهاكات التي ترتكبها الدولة المغربية بالمغرب والصحراء الغربية.
إنه وفي الوقت الذي كان فيه الضحايا والجمعيات الحقوقية المغربية والصحراوية تنتظر من هيئة المتابعة بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان تفعيل جميع توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة والتي يبقى على رأسها الكشف عن المختطفين ـ مجهولي المصير وعن الشهداء والمقابر الجماعية وجبر الضرر الفردي والجماعي والإدماج الاجتماعي والتغطية الصحية ، يفاجئ الجميع بسلوك هذا المجلس طرقا أخرى ملتوية للالتفاف على مطالب الضحايا والمنظمات والجمعيات الحقوقية.
إن هذا المجلس وهو يستعد منذ أيام ليست بالقليلة لتنظيم هذه الندوة لم يقم باستدعاء الجمعيات الحقوقية الصحراوية ، التي كانت قد سلمت لهيئة الإنصاف والمصالحة مذكرة تطالب فيها بمجموعة من المطالب بعد أن قدمت جردا دقيقا حول طبيعة الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف الدولة المغربية بالصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب ، مع العلم أنها وجهت مجموعة من الدعاوى للعديد من المنظمات الحقوقية الدولية ، التي استغربت لعدم استدعاء المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والإطارات التي تمثلهم ، وتحديدا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ فرع العيون و تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية.
وبالمقابل ، فإن انعقاد هذه الندوة وبما تحمله من خطابات تسعى إلى تسييس ملف حقوق الإنسان وجعله بالتالي يدور في حلقة مفرغة تخدم بالأساس موقف النظام المغربي ، الذي لازال مستمرا في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الصحراويين ، الذين باتوا عرضة للاختطاف والتعذيب والاعتقال والمحاكمات الجائرة والقاسية والطرد والإقصاء من العمل وإقحام أسماء المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في ملفات الضابطة القضائية بغرض التضييق عليهم وعرقلة نشاطهم واصطياد الفرص لاعتقالهم .
وعلى هذا الأساس، فإن سكرتارية تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وهي تتشبث بالحقيقة كل الحقيقة وبالمذكرة التي سلمت إلى هيئة الإنصاف والمصالحة، تعلن عن:
ـ امتعاضها الشديد لانعقاد هذه الندوة بالعيون / الصحراء الغربية ، حيث لازالت الانتهاكات بها وبالسمارة وبوجدور وطانطان وأسا متواصلة ضد المواطنين الصحراويين ، وحيث لازال المعتقلون السياسيون الصحراويون يتواجدون بمختلف السجون المغربية بسبب مواقفهم من قضية الصحراء الغربية أو مشاركتهم في المظاهرات السلمية المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي.
ـ تنديدها بتعامل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مع الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف الدولة المغربية ومع الضحايا الصحراويين ، الذين منهم من هو طريح الفراش بسبب سنوات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي وما لازمهما من تعذيب وتنكيل وحرمان من أبسط الشروط الإنسانية.
ـ رفضها المطلق للجوء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إلى تسييس ملف حقوق الإنسان ، في وقت تعمد فيه السلطات المغربية منذ مدة إلى منع ومصادرة حق المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في تأسيس الجمعيات والمنظمات الحقوقية بمبرر أنها تطالب بتقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو مطلب تكفله المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان.
سكرتارية تجمع المدافعين الصحراويين
عن حقوق الإنسان
CODESA
العيون / الصحراء الغربية: 29 أكتوبر / تشرين الأول 2008