الرباط ـ 'القدس العربي' من محمود معروف: اتهم ناشطون في ميدان حقوق الانسان السلطات المغربية في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء الغربية، بعرقلة لقاء مع وفد برلماني اوروبي كان يزور المنطقة.
في سياق الزيارة التي تقوم بها بعثة البرلمان الأوربي لمدينة العيون ـ الصحراء، اتصلت الأخيرة بفرع الجمعية المغربية قصد التداول في وضعية حقوق الإنسان بالمنطقة. واستجابة لهذه الدعوة انتقل أعضاء مكتب فرع الجمعية إلى فندق البارادور، مكان اللقاء، إلا أنهم منعوا من الوصول إلى مكان الاجتماع من طرف رجال الامن.
وأجرى وفد من البرلمان الأوروبي الثلاثاء بالعيون، لقاءات مع السلطات المحلية والمنتخبين وعدد من جمعيات المجتمع المدني في إطار زيارته الاستطلاعية حول وضعية حقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية.
وحسب المصادر الرسمية المغربية، قدمت للوفد النيابي الأوروبي، خلال جلسة العمل التي عقدت بمقر إقامة والي الجهة، نظرة عن المجهودات المبذولة في مجال التنمية بالمنطقة والمنجزات التي تحققت بها في مجالات الصحة والتعليم والسكن وما تتوفر عليه هذه الجهة من إمكانيات وما تمنحه من امتيازات لاستقطاب مزيد من الاستثمارات.
كما تم خلال هذه الجلسة التذكير بالأوراش التي فتحها المغرب في مختلف المجالات وإبراز المجهودات التي يقوم بها في مجال محاربة الهجرة السرية بشواطئه الجنوبية.
وعقد أعضاء الوفد لقاء آخر من عدد المنشقين من جبهة البوليزاريو عادوا للمغرب و قدموا شهادات حول الجرائم التي ترتكبها الجبهة في حق عدد من أبناء الصحراء وحول ما عانوه من انتهاكات ومن تعذيب في سجونها.
ودعا هؤلاء إلى التحقيق والكشف عن مصير المفقودين والمختفين بمخيمات تندوف ومتابعة المسؤولين عن هذه الممارسات ومعاقبتهم، مطالبين في الوقت نفسه برفع ما وصفوه بالحصار المضروب على هذه المخيمات من أجل لم شمل جميع الصحراويين وتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن والعيش مع ذويهم.
وكان الوفد، الذي يضم نوابا من مختلف الفرق السياسية بالبرلمان الاوروبي، قد عقد في وقت سابق لقاء مع أعضاء ببعثة المينوسو وجمعيات صحراوية تنشط في ميدان حقوق الانسان الا ان السلطات لا تعترف بها لكونها تسيس نشاطها الحقوقي.
وتعتبر جمعيات مثل الجمعية الصحراوية لضحايا انتهاكات الدولة المغربية من الجمعيات المقربة من جبهة البوليزاريو وتنادي بمطالبها باقامة دولة مستقلة في المنطقة المتنازع عليها.
وترفض السلطات منح هذه الجمعية وجمعيات مماثلة الاذن القانوني للنشاط الا انها تغض النظر عن نشاطاتها داخل المغرب وخارجه حيث يشارك ممثلون عنها في ندوات ومؤتمرات لدعم جبهة البوليزاريو في مدن اوروبية او في الولايات المتحدة الامريكية.
وقال حمود كيليد رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان في العيون ان السلطات سمحت لناشطين من جمعيات شبه محظورة باللقاء مع الوفد البرلماني الاوروبي وعرقلت اللقاء الذي كان مقررا لناشطي الجمعية المغربية لحقوق الانسان المعترف بها.
وقال كيليد في اتصال هاتفي مع 'القدس العربي' ان رجال امن بزي مدني كانوا منتشرين بالمداخل المؤدية لفندق البارادور حيث كان يقيم الوفد البرلماني الاوروبي كانوا من يقرر منع او السماح للمدعوين لقاء البعثة وان هؤلاء الذين أوقفوا أعضاء مكتب الفرع اصروا على ضرورة الإدلاء ببطاقة التعريف واستدعاء كتابي للحضور.
واوضح ان السلطات تعلم ان دعوة البعثة الاوروبية للجمعيات كانت عن طريق الهاتف.
واعتبر أعضاء مكتب الجمعية تصرف عناصر الشرطة 'منعا' وانسحبوا محملين السلطات مسؤولية هذا المنع الذي يدخل في إطار التضييق على الحريات العامة بالمنطقة.
وقال الناشط الحقوقي ان أعضاء بعثة البرلمان الأوروبي بعد ان علموا بخبر منع الجمعية اتصلوا بأعضاء الفرع قصد الحضور مرة أخرى، إلا أن عناصر الأمن منعوهم من جديد من الوصول إلى مكان اللقاء دون تقديم أي أسباب للمنع، ليتم الاتصال من جديد بمنسق بعثة البرلمان الأوروبي الذي حضر شخصيا ليرافق أعضاء المكتب إلى مكان الاجتماع. و لم يتمكن أعضاء مكتب الفرع من الاجتماع بأعضاء البعثة إلا نصف ساعة بعد ذلك، حيث قدموا تقريرا عن وضعية حقوق الإنسان بمدينة العيون، والمضايقات التي يتعرض لها فرع الجمعية، والانتهاكات التي تطال المواطنين والظروف العامة المحيطة بزيارة البعثة. كما ذكروا بالمنع الذي تعرضوا له مرتين، والمنع الذي تعرض له مواطنون آخرون حضروا للقاء أعضاء البعثة.
وعبرت الجمعية عن شجبها القوي للمنع الذي طال اعضاء مكتبها واعتبرت الحصار الأمني المكثف لفندق البارادور وعسكرة أغلب أحياء مدينة العيون، جزءا من سياسة التضييق على الحريات العامة بالمدينة.
من جهتها
اتهمت لجنة العمل لمناهضة التعذيب بالصحراء السلطات المغربية باعتقال وتعذيب عدد من ناشطيها الذين كان من المقرر ان يلتقوا بالبعثة البرلمانية الاوروبية.
وقال بيان للجنة ارسل لـ'القدس العربي' ان السلطات الامنية المغربية قامت بتعذيب المحجوب اولاد الشيخ وحاولت منعه من مقابلة الوفد الاوروبي ومنع رشيد الصغير بعد خطفه من امام فندق البارادور وتعرضه للسب والشتم لمدة اربع ساعات متتالية كما تعرض احمد حميا ولد موسى وابن احد المفقودين مجهولي المصير الى الاختطاف القسري ولا يزال مجهول المصير، وحملت اللجنة الوفد الاوروبي المسؤولية كاملة عن مصير المعتقلين وما تعرضوا له من تعذيب
الإثنين يوليو 04, 2011 3:55 pm من طرف sudprss
