تقف القضية الصحراوية حاليا عند نقطة حساسة جداً … إسبانيا تقف متفرجة ، وقد خرجت من المأزق ، علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر طيبة ، مستعمراتها في شمال المغرب آمنة ، لانشغال المغرب عنها بالقضية الصحراوية .
والصحراء ـ ميدانياً ـ بيد المغرب ـ وقد فرض سياسة الأمر الواقع الذي لا يمكنه التزحزح عنه أمام شعبه وجيشه . والجزائر تعاني من أوضاعها الأمنية بدخول المد الإسلامي مرحلة الثورة المسلحة ، وبتنامي ثورة الطوارق في جنوبها ، وبإمكانية تحالف الصحراويين - أو بعضهم على الأقل ـ إذا وصلوا مرحلة اليأس مع الإسلاميين والطوارق . والبوليزاريو ـ قيادة ـ أخذ يتفتت بعوامل اليأس ، وانحسار الدعم الأجنبي ، ما بين مجموعات عادت إلى المغرب ، ومجموعات خائفة يائسة تائهة . ومجموعة مازالت تقاوم التيار وتسير المعركة الدبلوماسية محاولة أن تكسب الوقت إلى حين تغير المعطيات السياسية في المنطقة والعالم لصالحها ، والأمم المتحدة تسير ببطء شديد متكئة على عكاز محاولة مراجعة قوائم الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء .
وجميع الفئات المغربية أحزاباً وجمعيات ومؤسسات ثقافية واجتماعية واقتصادية مجمعون على أن الوضع في الصحراء محلياً ودولياً ، تجاوز الحل الاستفتائي لأن الصحراء عمليا بيد أهلها باعتراف مؤسس البوليزاريو نفسه .