ولاية الداخلة(مخيمات اللاجئين الصحراويين)1مارس2009 القي رئيس الدولة، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادي الذهب، السيد محمد عبد العزيز، بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هذا نصه الكامل
خطاب رئيس الدولة ، الأمين العام للجبهة ، بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
ولاية الداخلة ،27 فبراير 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الأكارم،
الإخوة والأخوات،
باسمكم جميعا نود الترحيب بالأشقاء والاصدقاء الكبار الحاضرين معنا هنا بولاية الداخلة لهذا الاحتفال المقام بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ،في مقدمتهم وفد جزائري كبير يمثل شعبا وبلدا كبيرين ورئيسا عظيما، يقوده الصديق الكبير للقضية الصحراوية والابن البار للشعب الجزائري، السيد الصادق بوقطاية، كما يحضر معنا في هذا الاحتفال المعبر وفودا كبيرة من اسبانيا، ايطاليا ، السويد وفرنسا، بإسمكم جميعا نرحب ونشكر هؤلاء على حضورهم معنا .
اخترنا الحضور معكم في هذه الاحتفالات بهذا الحدث العظيم الذي من خلاله نحتفل بمرور ثلاث وثلاثين سنة من عمر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ان الاحتفال الذي نظمتم والحماس الذي ابديتم يؤكد ان الصحراويين والصحراويات اليوم اكثر عزيمة واصرارا على الاستمرار في المقاومة والكفاح من اجل تحقيق الهدف النبيل، ألا وهو قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وممارستها لسيادتها كاملة على كل شبر من ترابنا الوطني، كما يستخلص من ما عبرتم عنه من حماس وارادة ومعنويات عالية ،انكم لأمانة الشهداء حافظون ، وبهذا تجددون العهد مع الشهداء من اجل الاستقلال الوطني.
الإخوة والأخوات،
ان اكثر من ثلاثة عقود من المقاومة و العطاء والتضحيات والصبر وتقديم الشهداء قربانا على مذبح الحرية تؤكد اليوم ما حققه الشعب الصحراوي من انجازات ومكاسب جعلته اكثر صيتا في العالم ،اننا اليوم نملك جيشا تضاعف عدة مرات مما كان عليه في يوم 27 فبراير 1976 ، كما ان عدد المثقفين والمثقفات تضاعف مئات المرات .
نحن اليوم في وضع جيد يتميز باجماع صحراوي شامل، في الارض المحتلة و بلدان الجوار و في الاراضي المحررة و جنوب المغرب و جميع نقاط تواجد الصحراويين في العالم ان ذلك الاجماع الوطني اصبح اليوم اكثر شمولية وتجذرا وعمقا في اطار الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، واصبح شعبنا قوة حقيقية على جميع الواجهات، نكافح ونناضل من اجل اهدافنا الوطنية المشروعة في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، اننا نهنئ، شعبنا على ما حققه من مكاسب .
نقول للعدو المحتل انك تسبح عكس تيار التاريخ والمنطق والقانون والحق والمشروعية، وانك تريد تمرير الاستعمار في القرن الواحد والعشرون في الوقت الذي انتهت فيه الظاهرة في العالم وبقيت فقط في الصحراء الغربية ، وفي الوقت الذي فيه الشعب الصحراوي مصمم اكثر من اي وقت مضى مدعوم بالشرعية الدولية واصدقائه واشقائه وفي مقدمتهم الجزائر وشعبها العظيم واصوات عديدة من الشعب المغربي الشقيق، كل ذلك سيجعلك تفشل في مشروعك التوسعي ، ان الشعب الصحراوي سينتصر والاستقلال الوطني ات لا محالة.
الإخوة والأخوات،
اننا نجدد بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وعلى طريق تطبيق برنامج الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تشبثنا حتى الاستشهاد بالاستقلال على كامل ترابنا الوطني، واستعدادنا للاستمرار في المقاومة حتى تحقيق اهدافنا المشروعة .
اننا الان نخوض المقاومة من اجل الاستقلال الوطني من خلال تصعيد انتفاضة الاستقلال في الارض المحتلة و داخل المغرب ،نخوضها من خلال اعمار الاراضي المحررة، و تقوية صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي واعداده لكل الاحتمالات، كم اننا نخوضها من خلال تمتين مقومات الصمود في مخيمات اللاجئين و الاراضي المحررة، و من خلال توسيع دائرة التضامن والتأييد والمساندة عبر العالم.
نريد ان نؤكد بهذه المناسبة استعدادنا وجاهزيتنا للعودة للمقاومة المسلحة وامتشاق البندقية اذا تأكد جليا ان الحكومة المغربية تدير الظهر نهائيا للحل السلمي من خلال المفاوضات و تطبيق قرارات الامم المتحدة.
الإخوة والأخوات،
لا يمكن ان تمر هذه المناسبة دون ان نؤكد اعتزازنا وفخرنا بمقاومة وصمود وتضحيات جماهير شعبنا في الارض المحتلة وفي عقر دار العدو، ونقول لهم المزيد من التضحيات، وندعوهم الى تاجيج الانتفاضة ضد المحتل، وتقوية لحمة الوحدة و رص الصفوف، فلتسقط التفرقة،ولتسقط القبلية، تعيش الوحدة في معركة متراصة الصفوف ضد العدو حتى الاستقلال الوطني واستكمال السيادة على كامل ترابنا المحرر والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قائمة وحقيقة لامرد لها.
كما لايمكن كذلك ان تمر هذه المناسبة دون ان نوجه تحية اجلال واكبار الى ابطالنا المعتقلين في سجون، لكحل بالعيون المحتلة و ايت ملول ،اكادير ،انزكان، ترودانت، القنيطرة مراكش وغيرها، ونقول لهم لا يمكن ان يرتاح العدو او يطمئن وانتم في سجونه ، ان معكم شعب مقاوم باسل بطل وفيا لابنائه الذين ضحوا من اجله، فاصمدوا واصبروا وصابروا ان النصر ات.
مرة اخرى نهنئكم ومن خلالكم نهنئ جميع الصحراويين و الصحراويات وفي مقدمتهم ابطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي المرابطين في الارض المحررة اصبعهم على العهد وأصابعهم علي الزناد، وهم مستعدون للعودة الى المقاومة والقتال من اجل استكمال السيادة الوطنية.
الإخوة والأخوات،
في هذا الاسبوع استقبلنا السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية وابلغناه بإسمكم جميعا ونيابة عن كافة الصحراويين والصحراويات نقاطا جوهرية اساسية، الاولى استعداد الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو التام للتعاون معه ومع الامين العام ومجلس الامن من اجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية، كما ابلغناه كذلك تشبثنا القوي بحقنا المشروع في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، وانه لا بد من تنظيم استفتاء حر ديمقراطي يختار من خلاله الشعب الصحراوي بكل حرية وبمراقبة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بين عدة خيارات وفي مقدمتها خيار الاستقلال الوطني، هذا مبدأ اساسي تتشبث به الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمرا ووادي الذهب.
كما ابلغناه كذلك باننا لا نقبل باية حال من الاحوال تهميش دور الامم المتحدة وبعثتها في الصحراء الغربية و الاتحاد الافريقي الذي تعتبر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا مؤسسا فيه ومتشبث بمبدأ حق تقرير المصير واحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار والبلدان المجاورة اي المعنية بتطورات الصراع او المهتمة في البحث عن حل له وهي الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية موريتانيا الاسلامية، حل سلمي عادل مبني على اساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
كما اكدنا للمبعوث الاممي الى الصحراء الغربية بأن اقرب مسافة لخلق الاجواء المناسبة التي يمكن ان تتم فيها المفاوضات بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو هي احترام حقوق الانسان في الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية و إطلاق سراح جميع المعتقلين من طرف المملكة المغربية والكشف عن مصير أكثر من 500 معتقل مدني و151 أسير حرب عسكري في السجون المغربية، واحترام الحريات الأساسية في التعبير والتجمع والتظاهر والتنظيم داخل الارض المحتلة.
وفي هذا الاطار اوضحنا للسيد كريستوفر روس دعوتنا الملحة الى ضرورة خلق اداة تراقب احترام حقوق الانسان في الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية في انتظار الحل النهائي.
لقد كانت رسالتنا التي ابلغناها الى المبعوث الاممي واضحة عادلة ومقنعة، ونتوقع خطوات ايجابية في المستقبل، ونقول لكم ان المبعوث الشخصي للمبعوث العام للامم المتحدة استمع بإمعان واهتمام كبيرين لرسالة الشعب الصحراوي و للرسائل التي تلقاها في اول جولة له من اجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لاجراء مفاوضات بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو من اجل التوصل الى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
الإخوة والأخوات،
لا يمكن ان تمر هذه المناسبة دون ان نوجه رسالة شكر وعرفان، وتحية تقدير واحترام واكبار لدولة ولشعب ولرئيس بلد المليون والنصف مليون من الشهداء، الجزائر البطلة العملاقة، الشجاعة ، التي قالت يوم 31 اكتوبر 1975، في الوقت الذي خذلنا الاستعمار الاسباني بالرغم من وعوده، وخذلنا جارنا في الشمال، والمختار ولد دداه في الجنوب ، وتامروا كلهم من اجل إبادتنا والقضاء علينا والتمتع بارضنا وثرواتنا، قالت الجزائر قولتها المشهورة ،الخالدة لا لابادة الشعب الصحراوي، لا لظلمه و احتقاره، الجزائر مع الحق والقانون، الجزائر مع الشعوب في مقاومة الاستعمار،و ضد الاستعمار، نعم للوقوف الى جانب الشعب الصحراوي، وفتحت ارضها ومدارسها ومستشفياتها ومعسكراتها، وبيوتها، وسفاراتها لمساعدة ودعم الشعب الصحراوي، لا تطلب في ذلك مقابل، مادي ولا معنوي لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل، بل كان ذلك انسجاما مع ذلك المنطق الذي استشهد من اجله مليون ونصف المليون من ابناء الجزائر البررة.
منذ ذلك التاريخ، ونحن في ارض الجزائر هذه الارض الطيبة، التي لم نشعر للحظة واحدة الا و وكأننا في ارضنا، لم تضايقنا لحظة في شئ ولم تتدخل، وساعدتنا ولم تطلب منا اي شئ، فبهذه المناسبة والجزائر مقبلة على استحقاق تاريخي هام في اطار معركتها الشاملة لبناء صرح جزائر الديمقراطية و المؤسسات، جزائر الشعب الجزائري، مقبلة على استحقاق هام يوم 09 ابريل القادم، متمثل في الانتخابات الرئاسية ، لا يمكن ان تمر هذه المناسبة دون ان نتمنى من اعماقنا النجاح للجزائر، ولشعبها، في هذا الاستحقاق الذي اراده الرئيس العظيم السيد عبد العزيز بوتفليقة و القوى السياسية والشعب الجزائري، ان يكون موعدا وعرسا تاريخيا للديمقراطية الحقة في الجزائر.
الإخوة والأخوات،
اننا نؤكد بهذه المناسبة لجارتنا وشقيقتنا المملكة المغربية ان اكثر من ثلاث وثلاثين سنة من محاولة القضاء على الشعب الصحراوي و محاولة تركيعه و تمرير تلك السياسة التوسعية الظالمة في المنطقة تكفي، وان الشعب الصحراوي لن يركع باذن الله، وانكم ايها الحكام في المغرب لن تستطيعوا ابادته، انه ينتصر باذن الله.
ان فرنسا القوة النووية وخلفها الحلف الاطلسي والقوى الاستعمارية لم يستطيعوا اركاع الجزائر وشعبها، كما ان النظام العنصري في جنوب افريقيا كان قوة نووية ومن ورائه كل القوى الاستعمارية في الشمال حاول ان يركع شعوب نامبيبا، وزامبيا، وزمبابوي و جنوب افريقيا وفشل، وانتصرت هذه الشعوب.
ايها المغاربة، انكم لستم اقوى من فرنسا او من نظام جنوب افريقيا العنصري، لستم اقوى من اندونسيا او بريطانيا، او البرتغال انكم دولة شقيقية فقيرة من العالم الثالث كانت ضحية للاستعمار بالامس القريب.
ان سياسة الضم بالقوة التي تنتهجوها ضد الشعب الصحراوي اليوم، انتهجتموها سنة 1963 ضد الجزائر وفشلت وانتهجتموها ضد الشقيقة والجارة موريتانيا ما بين سنة 1960 و 1968 وفشلت، نؤكد لكم انها ستفشل وسيكرس فشلها ضد الشعب الصحراوي باذن الله لا محالة .
الإخوة والأخوات،
ان استمرار عدائنا للمغرب مرتبط فقط بانهاء احتقاره لشعبنا، وتسليمه بحقه في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، هو عداء لفكرة وليس عداء لجنس ولا لشعب ، ولا لقوة مهما كانت، عداؤنا هو عداء لفكرة التنكر لوجود الشعب الصحراوي واحتقاره، و الضم بالقوة لاراضيه دون موافقته.
ان الكثير من المغاربة يؤمن بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، نحن نعتبرهم حلفاء كما ان الكثير من المغاربة محايد في الصراع بيننا وبين حاملي فكرة التنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، رغم ان الحياد بين الحق والباطل ليس صفة محترمة، ومع ذلك نحترمهم باعتبارهم من الشعب المغربي.
اننا بهذه المناسبة ندعو أشقاءنا في المغرب الى استغلال فرصة وساطة الامم المتحدة الحالية للذهاب معنا بقلوب مفتوحة، وبنوايا طيبة، باردة في السلم وبناء علاقات محبة واحترام وحسن جوار وتعاون عكس ما تميزت به علاقتنا منذ اكثر من ثلاثين سنة ، لنذهب اليد في اليد و نعطي الكلمة للشعب الصحراوي ليختار بين الاستقلال الوطني او الانضمام للملكة المغربية، ونحترم ونقبل النتيجة ، ولكن الاهم ان ننهي المشكل ونضع اليد في اليد مع اخواننا في الجزائر وموريتانيا و شعوب المغرب العربي لبناء مطمح الشعوب المغاربية في قيام مغرب عربي خال من التوسع ، و سياسة الضم بالقوة ، مغرب عربي مبني على اساس الاحترام المتبادل والتكامل .
اننا واثقون باننا سنصل الى مبتغانا ، نتمنى ان يكون ذلك في عهد حكام المغرب الحاليين ونختصر الطريق على الشعوب من اجل بناء مستقبلها في ظل السلم والثقة المتبادلة.
ان عهد الاستعمار و احتقار الشعوب و التنكر للمشروعية والقانون الدولي قد ولى واندثر، و على المغاربة ان يستخلصوا الدروس .
الإخوة والأخوات،
ونحن نحتفل بولاية الداخلة بحضور هؤلاء الاصدقاء، نريد ان نشيد بفصيل النهج الديمقراطي المغربي الذي يدافع عن حق الشعب الصحراوي في الشارع والجامعة و الصحافة و السجون في اي مكان، يستنكر الممارسات التي تقوم بها سلطات القمع المغربية ضد مواطنينا في الارض المحتلة وطلبتنا في الجامعات المغربية باكادير ومراكش و الدار البيضاء والمحمدية و الرباط وفاس وفي كل المواقع الجامعية التي يتواجد بها الطلبة الصحراويون، انه يدافع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي في ظل الوضع القائم في المغرب رغم الضغوط التي يواجهها بسبب هذا الموقف وغيرها من المواقف المحترمة، اننا نشكره ونشيد بمواقفه ونقول له اننا معتزون جدا لذلك الموقف التاريخي، ولكن كذلك هناك العديد من الجمعيات مثل الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي تدافع عن حقوق الانسان وعن المعتقلين الصحراويين وتحترم خياراتهم وتستنكر الاعتقالات ضد المواطنين الصحراويين جهارا نهارا داخل المغرب وخارجه، اننا نشيد بهؤلاء وغيرهم من الاصوات الاخرى في المغرب ، ونقول لهم انه مهما طال الزمن سياتي اليوم الذي نضع فيه اليد في اليد نحن وجيراننا في المغرب والجزائر وموريتانيا لنبني مستقبلا زاهرا.
والسلام عليكم ورحمة الله
الإثنين يوليو 04, 2011 3:55 pm من طرف sudprss
